كلمة عميد كلية الزراعة في الجامعة اللبنانية الدكتور تيسير حمية
بمناسبة استقبال العالم الفرنسي البروفسور المتميز
فريدريك فيلييراس (Frédéric VILLIERAS)
بداية أرحب بالزملاء والاعلاميين والطلاب الذين لبوا الدعوة للمشاركة في هذه المناسبة وهي مناسبة استقبال عالم فرنسي كبير عزيز علينا ومنسق اتفاقية التعاون اللبناني الفرنسي بين الجامعة اللبنانية والمعهد الوطني للبولتكنيك في اللورين في فرنسا والمبرمة بتاريخ 11 حزيران 2009 الا وهو البروفسور فريدريك فيلييراس فأهلا وسهلا به في رحاب الجامعة اللبنانية في كلية الزراعة.
كما واغتنم هذه المناسبة الهامة بالتمني للجميع أحر وأخلص الأمنيات بالذكرى السابعة والستين لعيد الاستقلال. وما أحوجنا اليوم لاستقلال علمي وبحثي فعلي نصل فيه الى سن الرشد نعتمد من خلاله على قدراتنا وكفاءاتنا وابداعات باحثينا الذين ملأوا الكون بأسره بتفوقهم و أسمعوا الأصم بنبوغهم وبراءات اختراعاتهم والوطن بأمس الحاجة اليهم ولا يفعل شيء من أجل استقدام هذه الأدمغة الى جامعاتنا ومختبراتنا البحثية. وانه لمن غير المقبول بعد اليوم أن يقف الباحثون المتميزون على أعتاب الجامعات اللبنانية يستعطفونها للحصول على بعض بقايا ساعات تدريس قد زهد فيها من هم دونهم مستوى في العلوم والأبحاث.
اني أتوجه نحو القيمين علينا بصرخة ألم مدوية تخرج من أعماق هذه الأعماق ومن صميم هذا القلب من أجل الاستفادة من خبرات العلماء اللبنانيين والباحثين الموهوبين واعطائهم أولوية أكان من ناحية ايجاد فرص عمل لهم في الجامعة وفي المختبرات المستحدثة أخيرا أم من ناحية توفير الامكانيات اللازمة للقيام بالأبحاث للنهوض بوطننا من كبوته في هذا المجال. وأن سياسة الترقيع في مجال البحث العلمي لا يمكن أن تجدي نفعا وان التعاون مع المؤسسات الجامعية والبحثية الأجنبية أمر جيد الا أنه غير كاف مطلقا للنهوض بهذا القطاع الذي يجب أن يكون في أعلى سلم الأولويات في وطننا الحبيب والغالي على قلوبنا حميعا.
لا يمكن لأية أمة أن تحرز تقدما ما لم يكن البحث العلمي في طليعة اهتماماتها الأساسية وينبغي أن يخصص على أقل تقدير 1% من ميزانية الدولة للبحث العلمي ولا أقول 10 أو 17% على غرار ما يجري في اسرائيل وباقي دول العالم. وان تخصيص 1% من ميزانية الدولة للأبحاث العلمية وشراء التجهيزات والالات العلمية المتخصصة بأسرع ما يكون من شأنه أن يعطي دفعة قوية لوطننا نحو نمو اقتصادي عالي المستوى عبر ربط برامج الأبحاث العلمية بالصناعة والزراعة والانتاجية الفعالة التي تستطيع عندها أن تضاهي بما لدى هذا اللبناني من قدرات وكفاءات وخبرات عالية وعبر توظيف هذه القدرات والكفاءات والخبرات التي تتضور جوعا وهدرا للوقت والعلم والمعرفة في بلد ربط فيه الحرف بالصناعة والتجارة منذ الاف السنين ونحن اليوم عاجزون أن نكون مثل أجدادنا الفينيقيين أو مقلدين لهم ولهممهم العالية التي طالت السماء نبوغا وعلما وتقدما.
ولقد الينا على أنفسنا منذ زمن طويل في تكوين الخبرات والكفاءات البحثية عبر مختلف اتفاقيات التعاون الجامعي والبحثي مع الجامعات الفرنسية والتي فعَلنا أول اتفاقية عام 1994 وتوالت بعدها باقي الاتفاقيات العلمية وكان من تأثير ذلك أن تكون وتخرج أكثر من مئتي باحث وأستاذ جامعي من جامعات فرنسا عاد معظمهم الى لبنان لخدمة العلوم والأبحاث العلمية رغم قلة الناصر والمعين. وقد أبرمت الجامعة اللبنانية اتفاقية منذ عام ونصف مع المعهد الوطني للبولتكنيك في اللورين في فرنسا والمبرمة بتاريخ 11 حزيران 2009 وكان منسق هذا الاتفاق من الجانب الفرنسي البروفسور فريدريك فيلييراس والذي يساهم بشكل متميز بدعم طلابنا وأساتذتنا في توفير المناخ اللازم والملائم للقيام بأبحاث ذات مستوى عالٍ وعالمي ومختبرنا حول علوم المواد والبيئة يشكر له دعمه وعونه لنا كما ويشكر له دعمه لقسم الهندسة البيئية في كلية الزراعة. ولدينا حتى اليوم مجموعة تتجاوز سبعة طلاب ماستر ودكتوراه تقوم بأبحاث مشتركة بين مختبر البروفسور فريدريك فيلييراس ومختبرنا اللبناني.
واليوم اّذ نحتفل بقدوم البروفسور فريدريك فيلييراس الينا وهو العالم الذي يرأس اتحاد المختبرات البحثية في مقاطعة اللورين )مركز الأبحاث الفرنسي(CNRS والمتعلقة بدراسة الأرض والمياه والتربة ويدير مختبر البيئة والمعادن في كلية الهندسة الوطنية العليا للجيولوجيا في نانسي فانه سوف يتحفنا بمحاضرة شيقة حول برامج الأبحاث في شرق فرنسا والمتعلقة بادارة نهر الموزال (La Moselle) ومعالجة النفايات والمخلفات الصناعية والتربة والمياه المتأثرة بها - تطبيق هذه التجربة على نهر الليطاني اضافة الى التعرض لموضوع التغيرات المناخية وتأثيراتها على الثروات الطبيعية وتطوير التعاون اللبناني الفرنسي فيما يخص الشؤون البيئية والمناخية المشتركة.
وأخيراً يسرني أن أبلغ الجميع اننا نحضر لعقد مؤتمر علمي في كلية الزراعة حول التغيرات المناخية وتأثيراتها على الزراعة والثروات الطبيعية والمائية. وذلك بتاريخ 13 و 14 كانون أول 2010 .
عشتم عاشت كلية الزراعة عاشت الجامعة اللبنانية وعاش لبنان.







